بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد، وفي إطار الأنشطة الموازية لملتقى سينما المجتمع ببئر مزوي في دورته التاسعة (من 13 إلى 15 نونبر 2025)، دورة الممثل والمخرج عبد الله فركوس، يحتضن فضاء الملتقى معرضاً للفنون يجمع بين جمالية الصورة وعبق اللون، في تجربة فنية تمزج بين السينما والفنون التشكيلية.
ويوقع هذا المعرض، تحت شعار” بروح الإبداع نصون الهوية” كل من الفنان التشكيلي عبد المجيد عطية، والفنان الحرفي عبد الجبار لشهب، حيث يقدم كل واحد منهما رؤيته الخاصة في التعبير عن الجمال والهوية عبر اللون والمادة والرمز.
في لوحات عبد المجيد عطية، تتراقص الألوان الدافئة على إيقاع الهوية المغربية الأصيلة، نابضة بروح الطبيعة والعادات والتقاليد، ومستلهمة مشاهد الفروسية التقليدية التي تشتهر بها جماعة بئر مزوي في مهرجانها السنوي. أعماله رحلة آسرة في عوالم الجمال والتراث، حيث يتعانق اللون بالصورة، وتتنفس اللوحة روح السينما في مشاهد بصرية تُخلّد الذاكرة.
أما الفنان العصامي عبد الجبار بلشهب، فقد اختار الطبيعة، أن تكون مرسمه الأول، والتراب والطين و”الدوم” والمرايا، أن تكون لغته التشكيلية، حيث بأسلوب فريد يجمع بين الأصالة والبساطة، يحوّل المواد الطبيعية إلى تحف فنية تنبض بالحياة، وتعكس الدفء المغربي والهوية القروية الأصيلة.
من قرية بني عمار زرهون، استلهم الفنان بلشهب من عبق الأرض وسحرها، ملمحا للإبداع، ليصوغ أعمالا تُزين البيوت وتُهدى، في معرضه المقبل، تتلاقى رائحة الطين مع ضوء المرايا، في تناغم يفتح باب الخيال على اتساعه بين الفن التشكيلي وسحر السينما.
هكذا يحاول الملتقى، الذي تنظمه جمعية الشروق، التأكيد على أن الفن السابع لا يعيش بمعزل عن باقي الفنون، بل يتغذى من تلاقحها، ليصنع فضاءً مبدعاً يحتفي بالهوية ويُكرس حضور الجمال في قلب المجتمع.
يُشار إلى أن الدورة التاسعة لملتقى سينما المجتمع ببئر مزوي تُنظم بشراكة مع جماعة بئر مزوي، وبدعم من المركز السينمائي المغربي والمجمع الشريف للفوسفاط (اكت فور كومينوتي)، وبالتعاون مع المديرية الإقليمية للثقافة.
وتتضمن هذه الدورة برنامجا غنياً ومتنوّعاً يشمل تكريمات محلية ووطنية، ومسابقة للأفلام القصيرة، وتوقيع مؤلفات جديدة، إلى جانب ندوة فكرية وماستر كلاس وغيرها.
ويأتي تنظيم هذه الفعاليات في أفق ترسيخ دور السينما كرافعة أساسية للإشعاع الثقافي المحلي، وتحفيز الشباب على الانخراط في العمل الفني والإبداعي، بما يسهم في إشاعة ثقافة الصورة والجمال وتعزيز الحضور الفني بالمنطقة.
