أجمع متدخلون وسينمائيون وفاعلون، في بئر مزوي إقليم خرييكة، السبت الأخير، على أن الذكاء الاصطناعي في مجال السينما، فرض نفسه على العالم بقوة، وذلك بسبب الطفرة التكنولوجية الحديثة، وانخراط الممارسة السينمائية الدولية في هذه الموجة، لما توفره العملية من إمكانات وخدمات، تحد من الكثير من الصعوبات والاكراهات المادية الصعبة.
ودعوا المناسبة إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، لما يقدمه من إيجابيات وخدمات لا تقدر بثمن، دون التفريط والانجرار وراء هذه الموجة، التي قد تكون سلبياتها أكثر من ايجابياتها في بعض الأحيان.
جاء ذلك، خلال ندوة فكرية وسينمائية حول السينما والذكاء الاصطناعي ، شهدتها رحاب المعهد التقني الفلاحي ببئر مزوي، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثامنة لملتقى سينما المجتمع (دورة الممثل ربيع القاطي)، والتي تنظمها جمعية الشروق.
شارك في هذه الندوة، كل من الكاتب والإعلامي والسيناريست عبد الرحمان مسحت، إضافة إلى الناقد السينمائي الدكتور الحبيب ناصري رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، والدكتور بوشتى فرقزيد الباحث والأستاذ الجامعي بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال.
ولامس المشاركون في تدخلاتهم القيمة الكثير من القضايا المتشعبة، التي تهم الذكاء الاصطناعي في علاقته بالسينما على المستوى الدولي، فضلا عن ايجابياتها التي تقيس عملية الإنتاج بالدرجة الأولى، فضلا عن مواضيع أخرى تخص الممارسة السينمائية بشكل عام.
كما طرحت بالمناسبة، أهمية العنصر البشري، وحميمية الإنسان في السينما، ودوره الفني والجمالي، وحضوره المادي امام الكاميرا، بدل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، الذي قد يفقد العمل السينمائي طابعه الحميمي الملموس.
كما طرحوا أفكارا نيرة حول العواقب والسلبيات، التي تمس الحقوق الإنسانية والحرية، وكل ما يساهم في طمس الهوية وسلب الحريات، لكن دون إغفال دوره المهم في تخفيض تكلفة الانتاح مثلا، والمساعدة على منح آفاق واعدة على مستوى الكتابة والإبداع والحلم، الذي يبقى عنصرا مهما من الجمال السينمائي والبصري.
ولفتوا إلى ان السينما العالمية ومنها الأمريكية بالخصوص تبقى سباقة ورائدة، في مجال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، من خلال صناعة أعمال سينمائية حققت شهرة جماهيرية كبيرة، وبالتالي من الضروري على السينما العربية ومنها المغربية الاستفادة من هذا السخاء العلمي والاصطناعي، الذي يجب التعامل معه بحذر، بما يخدم قضايا الهوية والتاريخ والخصوصية الإنسانية، ويحافظ على التوازن الفني والإبداعي بشكل عام.
وخلقت الندوة، نقاشا مستفيضا بين الحضور، وأجابت على العديد من الأسئلة الغامضة، ما عزز أهمية الندوة، ودورها في الانخراط الرزين والفعال، في كل ما يساهم في تطوير الممارسة السينمائية المغربية، في علاقتها بنظيرتها العربية والدولية وتحسين الانتاجات الوطنية، حتى تواكب كل ما هو حديث ومتطور.
يذكر ان الدورة، التي نظمت بالموازاة مع موسم الفروسية، وبشراكة مع جماعة بئر مزوي، وبدعم من المركز السينمائي المغربي والمجمع الشريف للفوسفاط، والتعاون مع شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب والمديرية الإقليمية للثقافة، عرفت فقرات متنوعة، رهانا منها لجعل السينما مساهما في تعزيز مزيد من الإشعاع والتنمية، والترويج للانتاجات السينمائية الوطنية، وتشجيه الشباب على السينما والفنون.