افتتاحية
في بئر مزوي…بانت سعاد بأناقتها ونجوميتها
دورة الممثلة المقتدرة سعاد خويي ضمن ملتقى سينما المجتمع السادس، هي دورة نسائية بامتياز، راهنت من خلالها جمعية الشروق، على تكريم المرأة، وإعطائها الحق في التعبير الفني السينمائي، ضمن سياق تكافؤ الفرص ومقاربة النوع وتحقيق المساواة.
فبعد دورات كل من الفنانين حسن بنجلون، وحكيم بالعباس ورشيد الوالي وإدريس الروخ والراحل نور الدين الصايل، جاء دور المرأة، لتحقيق نوع من الموازنة السينمائية والفرجوية، فكان الاحتفاء بابنة مدينة وادي زم، لحظة أنيقة في تاريخ المنطقة والملتقى بشكل عام.
هذه الدورة، اتسمت بالحضور الوازن للمرأة، سواء على مستوى فقرة الورشات، أو على مستوى لجنة التحكيم، فضلا عن مشاركة المرأة في اللجان التنظيمية أو المشاركة والتفاعل مع باقي أنشطة الدورة، ليتوج هذا الاحتفال بفوز فيلم اختار تيمة المرأة للظفر بالجائزة “العين” وهي الجائزة الكبرى، والتي كانت من نصيب فيلم “نعيمة” لمخرجه سامي سيف سر الختم من الرباط، بطولة فاطمة هراندي الملقبة ب”راوية”.
الاحتفاء بالمرأة في هذه الدورة، تجلى أيضا عبر إصدار مؤلف جديد، حول تجربة المكرمة بعنوان “سعاد خويي.. سندريلا الشاشة المغربية”، وهو الثاني من نوعه في تاريخ الملتقى، بعد كتاب ” نور الدين الصايل وشم في الذاكرة السينمائي المغربية.. شهادات وذكريات.
بهذا تحاول جمعية الشروق، أن تنوع في الوجوه السينمائية المكرمة، في كل دورة على حدة، والأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، فضلا عن باقي فقرات الدورة من ورشات وندوة وتوقيع إصدارات وغيرها، وذلك من اجل ترسيخ ثقافة سينمائية في الوسط القروي، وتقريب الثقافة السينمائية إلى المناطق النائية، وإشراك الشباب في المنظمة الفنية والثقافية والسينمائية، وتعزيز مزيد من الإشعاع، في أفق المساهمة في تحقيق مرامي التنمية في المنطقة.
دورة سعاد، نعتبرها أيقونة سينمائية في مسيرة الملتقى، وجوهرة كريمة في عقد بلوري سينمائية، تصر ادراة الملتقى ان تصنع من خلال مشاهده كل سنة الفارق، ورفع سقف التحدي للاستمرار، في ظل التهميش، وقلة الدعم، وغياب فضاءات للفرجة السينمائية والأنشطة الثقافية، وهي مناسبة لمناشدة وزارة الشباب والثقافة والتواصل، للإسراع بخلق فضاء ثقافي ببئر مزوي، وتطبيق الوعود والخطابات، على ارض الواقع.
بالسينما والثقافة والفن، نستطيع ان نحقق الأفضل، ونغير الصور النمطية في الزمان والمكان، وملتقى سينما المجتمع، ابرز عن قدرته في المساهمة في صنع الجمال، والمساهمة في إشعاع المنطقة وانفتاحها عل محيطها، فشكرا لكل من ساهم في إنجاح الدورة، وفي مقدمتهم المركز السينمائي المغربي، وجماعة بئر مزوي، والمجمع الشريف للفوسفاط، ثانوية ورديغة التأهيلية، والمركز التقني الفلاحي، ومختلف وسائل الإعلام، وكل من مد يد العون لهذه التظاهرة…بانت سعاد اليوم في بئر مزوي بكامل أناقتها ولطفها وتواضعها، فكانت نجمة في الأعالي، وستبقى مضيئة بيننا كالقمر، وبعدها سيظهر في الأفق وجه سينمائي آخر، معه سنذهب من جديد إلى السينما، ومن يحب الحياة يذهب إلى السينما..
المصطفى الصوفي
مدير الملتقى